امممممم... سأحاول الكتابة على أية حال.. تتنازعنى الأحاسيس أحاول ان ابتلع العديد من المشاعر القاسية علىّ ولكن تباً أنها تدخل الىّ واصبحُ أنا - لا هى - أسيرتها...
صديقتى الأولى وصاحبة المكانة المميزة...
ظننت بعد كل هذه التصدعات, بعد كل تلك الأحداث المؤثرة فى كيان صداقتا أنك لن "توحشينى"أبدً ,لن أشتاق إليكِ ,إلى جلسة معكِ إلى يوم أقضيه معكِ انتِ بمفردنا...
أكثر من مرة كنتِ تتطلبين منى أن نقضى يوما ما معاً بمفردنا,-ورغم سعادتى الخفية بأنكِ تريدين وتفهمين أخيراً معنى ان نقضى وقتاً طويلاً بمفردنا معاً- إلاأننى كنتُ اجيبُ بحيادية وخواء..""خلاص ..ماشى..ربنا يسهل"
إلا أننى الأن أريد فعلاً ان اقضى معكِ يوماً كاملاً من الصباح إلى المساء بمفردنا تماما,دون حتى مكالمة من أحد
أريد ان أسترد مذاقى أنا معكِ من جديد....أتعرفين ..أريدكِ أن تشعرينى-دون أن تعلمى-انى تلك الفتاة القديمة الطيبة بعيداً
عن كل تلك
التأثيرات السيئة التى حطتها الحياة علىَّ أو أضفتها بغباء غلى نفسى..
"إيتسامة باهتة" تفرطين دائما فى وصف براءتى وطيبتى وفى البوح لى عن أفاعيل البشر السيئة بكِ" وتشعرينى اننى غيرهم-ربما لم اعد غيرهم كما ينبغى- وأننى لم أفعل بكِ ما فعلوا ولم أفكر بكِ كذلك ,فأستشعرنى نقية,جميلة, محببة,أهل لأن أُصَادَقْ "صديقة حقة أصيلة" ...اشتقتُ لأن أستشعرنى بهذا المذاق..أريد صديقتى الغالية أن, أرجع هذه الفتاة ولا اعرف,..بعيداً عن كل تلك المناطق المُظلمة المؤلمة والغير مرغوب فيها...
فامنحينى تلك الفرصة لأنى...ماعدتُ حبيبتى وصديقتى اعرفُ من أنا.
وأنا-صديقتكِ المُحبة جدا-احتاجُ إليكِ الآن..ابقِِِِِِِ بجانبى ولا تتركينى ..فأنا ...لستُ أدرى ..ربما أكونُ حقاً على وشك الضياع,او ضعتُ فعلاً..
أتعرفين..إعتقدتُ أنى لن أغار عليكِ بعدُ أبداً,فلتفعلى ماتريدين بعد الان...
ولكنى بداتُ أشعر ان ذلك الفارس-وإن كان وجوده فى حياتك شيئاً رائعاً فى بعض الأحيان وأساسياً فى كل الأحيان-بدات أشعر أنه فعلاً قد أخذ منى -صديقتى الأولى وصاحبة المكانة الأكثر تميزا فى حياتى.
ذلك الفارس الذى, ياللسخرية, يغار منى انا حد الكراهية ,ألا يعرف ماذا أخذ منى؟ ألا يعرف انه سيسافر بما أخذ منى إلى مكان بعيييييييييييد جدا ,ليس فقط لأنه سيغادرُ بكِ إلى بلد آخر ,لا... بل لأنه سيغادر بكِ وذكرياتنا إلى دنيا جديدة ,دنيا ستصبح بعد وقت قصير هى عالمكِ كله, وسيودعنى انا وكل ما معى لديكِ ومنكِ فى صندوق الماضى,سينتقل بكِ إلى عالم الحياة الزوجية الذى لن يفسح مجالا لى كما قبل...
كما سينتقل بكِ إلى بلدٍ آخر,فتطغى أحاسيس الإغتراب ومحاولات التأقلم مع البلد الغريب واللهجة الغريبة والبشر الغرباء ومشاكل الحياة ,سيطغى كل ذلك على كل الكلام بيناا,سيطغى على هفو روحك منادية علىّ إذا مااحتجتنى للبوح,سيطغى على نظرة عينيكِ عند لقائنا وانتى فى أمسّ الحاجة لل"حكى"معى واحتياجى للإستماع إليكِ ومداعبة كفيكِ بحنان وأخذكِ الى حضنى عندما اعلم أنكِ تحتاجين إلى ذلك بل والتربيت برفق بالغ على رأسكِ المتعب من الأفكار والتساؤلات والهموم والأنين....
يرحلُ هو بكل ذلك وبكل ذكرياتنا الماضية حتى المؤلم منها-وهو عزيز علىّ-وفى النهاية هو الذى يغار منى...
ماكنتُ أعلم أنّى سأغار عليكِ وأنا اراكِ تتحدثينَ معه وتضحكين معه, وعلىّ ان أتراجع إلى الخلف مبتعدةً عنكِ,حتى افسحَ المكان لعلاقتكم,ولأنه علىّ ان أفهم ان هناك شيئاً اكبر منى أصبح كل حياتك,لستُ أتذمرُ أبدا انه دخل حياتك, ولا أنه أصبح كل حياتك,ولكنه يطغى علىَّ حاضراً ومستقبلا,وهذا مايؤلمنى...
وأنتَ أيها الغائب.. مثلى ومثلك مثلُ الشمس والقمر....,
فالشمس تجوب الأرض طوال النهار, تعرض أشعتها معلنةً عن جمالها,عن دفئها ..باحثةً عن حبيبها فى كل الوجوه..
والقمر,طوال الليل يسهر ,يئنُ من غياب محبوبته, معلنا عن روعته ومدى رومانسيته,منتظراً أحداً ان يتعدى إعجابه برقته وومانسيته لأن يتجرأ ويختار أن يشارك القمر أُمسياته الوحيدة..
ولكنهم ابداً لا يلتقون....
ولكنى تعبتُ من بحثى عنك وسئمتُ من التزود بالأحلام فقط..انتظركَ أن تملأ فراغ حياتى وتُكمل فراغ كيانى..
أنتظرك أن تصيب يوماً خطاكَ الىَّ وتعتذر لى بشكل مجدى ومؤثر عن هذا الغياب..