Rss Feed

..هذه السينما أحبها


بصراحة كنتُ أتوقع فيلما سوداويا من العيار الثقيل مثل فيلم "واحد من الناس", والذى لم أستطع ولم أرغب في إعادة مشاهدته حتى الآن,ولا يستهويني رؤية لقطة واحدة منه مرة أخرى..لإيلام مَشاهده وثقلها.

كما لا أخفى أن الفيلم للأسف أخفق إذ حاكى فيلم "تيتو" في أشياء كثيرة , سواء من حيث بعض الأفكارأوالتفاصيل.
ولكن فاجآنى فيلم "خارج عن القانون"..فيلم يستحق المشاهدة..فيلم يحترم عقلية المشاهد وحسه, ويصادق تركيزة ويلازم احساسه صداقة
حميمية ..
الفيلم منذ بدايته يتعامل مع المُشاهد كونه شخص ناضج وواعٍ ,مُشاهد سينمائي متمرس وذو خبرة ووعي عاليين
** النهاية**
جدير بالذكر بالنسبة للنهاية، أن المخرج انتقل من التركيز على النهاية التقليدية التى دُرّبَ عليها المشاهد
العربى جيدا؛ وهى انتصار الخيرعلى الشر وغلبة الخير والصفاء، والتركيز على حياة المجرم بعد توبته ، وكيف أنه عندما ترك طريق الشر أصبحت حياته نظيفة وآمنة وجنة تستحث رغبتنا فيها....وما إلى ذلك من طرق تلقين المواعظ والدروس المستفادة.

فضلا عن ذلك , وإمعانا في تركيز وإصرار فريق الفيلم على التميز، قرر المخرج أن ينقل التركيز على الرسالة التى بات يبثها بين الحين والآخر في الثلث الأخير من الفيلم، حتى أزاح الستار عنها أخيرا بوضوح على لسان "سيد السويسي"قرب نهاية الفيلم حين قال:
" تفتكر لو كنت عرفت الحقيقة كنت هستريح؟ طب آديك عرفتها، استريحت يا"عمر"؟ بيتهيألك..مفيش حد في الدنيا دى كلها يعرف الحقيقة ،

ده إذا كان فيه حقيقة أساساً".

هذه هي الرسالة التى أراد الفيلم إيصالها: لا يوجد حقيقة ثابتة ، كل شئ قابل للتجربة ولإختبار الصحة من الخطأ.

أعجبتنى جداااا "الكميا العالية" بين "سيد السويسي" و "عمر الوكيل",إنها لم تكن فقط كمياء بين أب وابنه ، لا...فــ

نظرة عين "سيد السيوفي" لــ "عمر" عندما عرف بالقبض على ابنته "ضحى"

وبنظرة عين واحدة جد معبرة كان يقول السويسي لــ" عمر،"الحقنى يا "عمر" ،أو" شُفت اللى جرى؟"

نظرة عين "عمر" لــ "السويسي"بعد عودة ابنة الأخير له واطمئنانه عليها فى سريرها وكأن "عمر" يقول: "ها يا ريس.. ياترى كنت عند حسن ظنك ؟ ياترى عرفت أرجعلك الأمان ؟..مطمَّن ومرتاح دلوقتى؟؟" رائع.

فقط من نظرة عين يتحدث قطبىّ الفيلم كلامًا غاية فى الإتقان.


أيضًا المواجهة بينهم، عندما عرف "السويسي" بتآمر "عمر" عليه مع ضابط الشرطة..من أقوى المشاهد..مشهد يسترعي كل تركيزك وتقديرك لكل الممثلين ولصانعي الفيلم جميعهم.


وفي مشهد المواجهة فى النهاية ، عندما سأله "عمر" :"قتلت أبويا ليه"لو لم يؤدى "حسن حسني و "كريم عبد العزيز" سوى بالعينين فقط لكفاهما..أكثر من رائع.

تدرج المشاعر لدى "عمر" والصراع الداخلي ما بين إرتباطه بأبيه بالتربيه"سيد السويسي" الذي رباه في صغره ورعاه وعلمه قوانين الحياة والاعيبها، الأب الذي عاش معه عمرا وهو موقنُ ُ أنه يساعد الرجل الذي تكفل به عرفانًا لأبيه، أقرب رجل له وأقرب صوره فى وعيه لأبيه.

والصراع الآخر، أن هذا الشخص هو قاتل أبيه ولا بد من أن يقتله انتقامًا لأبيه.

صراع بين الحقيقة التى كان متيقنا منها طول عمره , وتهدي خطواته كلها، والحقيقة الأخرى الصادمة التى هزت كيانه وهزت معه كل معتقداته الراسخة عن الناس والماضي.


فيلم "خارج على القانون" فيلم جدير بالإهتمام والتوقف عنده؛ فالقصه مترابطة ، متناهية الإحكام ، كل شئ فيها مبرر بدقة عالية..

من حيث الحوار ، فالحوار بالغُ الروعة ؛ فكل كلمة كان لها دلالة ومختارة بعناية, حوار لم يصبه ركاكة في أيّ من كلماته، ورغم أن القصة كلها تجار مخدرات وقتلة , إلا أننى لا أذكر أن سمعت كلمة تخدش أذني أو تمس حيائي..

تكنيك التصوير رغم غربيته الواضحة ، إلا أننى لا اتذمر لذلك أبداا،وأُعجب بحداثته، وأرى أنه خدم الحوار والمشاهد وعبر عن روح المشهد وتماشى مع حس أبطال العمل وترقُب المُشاهد فى كل لقطة..



أما عن "كريم عبد العزيز" فقد تفوق على نفسه تماما في هذا الفيلم ,حتى أنى شعرت انه لن يؤدي دور بجمال وإتقان وتركيز أدائه فى "خارج على القانون".
لذا أؤمن أن "كريم" استحق جوائز على هذا الفيلم- وإن كنت لا
أعلم حقيقة إن كان قد حصل بالفعل على جوائز أم لا
ولا يمكن بأى حال إغفال روعة أداء" حسن حسني" فى هذا
الفيلم .."ذلك الحاوي المتمرس"،فلقد أدى دور يعدل فى رأيي كل تاريخه السينمائي
اعذريني "مايا نصري" ولكن أظن انه كان بالإمكان إسناد الدور إلى ممثلة أكثر حضورا، وفكرة إنك لست ممثلة جيدة لا تعني نهاية العالم.
بالفعل اسمتعت بالفيلم ،بكل كلمة ، بكل نظرة ، بكل حركة كاميرا ,فشكرا لكم جميعا ياصانعي هذا الفيلم
شكراً لــ" بـــــــلال فضـــــل"مؤلف الفيلم
شكرا للإخراج المتميز لـــــ"أحمد جلال
وتصيق حـــــــــااااااااد لجميع أبطاله.